نشوان و الراعية (عبدالله سلام ناجي )

من طرف **gehad alareqi** الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 2:26 am

الاهداء

الى أطفال بلادي
الى كل نشوان
يُغمد خنجر الحقيقة في قلب كل ساحر

نشوان هذا منكم
موجود و عائش بينكم
لاَنتُم رجال هَياَّ أفهموا سُمَّائَته
و علِّموا إخوانكم
كُل ما تَقُولُه جِدتُه

مدخل

عَينى تراك و انت في سَومَك مُدَنْجِس
جَالِس كما الشيبه
و كَالسّيبَه
عَطِيف مُفَدّضر ما قدر يبسقها من عتنه
وَنَا دَاري ...وأنت دَاري كمان السر و المحنه
و الصبر...ما هو الصبر
إذا ما كُنت أنا .....و أنا الصغير
ما أدرى بُه سِوى إنُّه حَريق
و الشمس تَصلينا بنار...وَاحنا نَهِيه طُول الطريق

البعض قَد عطّف ثِيابه للفِرار
و بعضنا مِثل النسور حَلّق و طار
قُروط الحول من وَرْءَك
يُبُوسْ....مدنُوعه
مِثْلَك تُشَا قُطرَه مَطَر .....مثل الشجر
وَاندى لهم من أين...وَاليد مقطوعه
أخي الكَبير قَدَك فَاهِم بِمَو سَوى و تدريبه اليمن
مو طاش الحولين
مو بن يزن
واحنا لها ........يوم الله الله
يوم وادي الحوبان يتوسع
لجيش الشعب ....و المدفع

و يوم نسمع هدير الشعب
في الميدان و القريه:
"يا وادي الحوبان تِوسّع
لِجَيش شِعبِي و المدافع
اليوم ثورتنا تُوَحّد
صنعا , عدن , سَيوُن و يافع"
ذَاغِر هي الدّجّي و لكن مو يُفِيد
لاَ بيضها موجود , وَ لاَ تنفع لِشِي
إلاّ نُقِيم الحَبّ ,و الصوت الشّحِيب
و أنا عُبيد يَابَا , لَهُمْ يَابَا أعِيش
أقْطَم من الحَول الجهيش
وَاصرُبْ إلى المَجران

مِحْجَانْ ....... وَرَام ِحْجَلن
شِي قَد سِمِعت أنّ المَكَالف سَيَّبَينْ مِهْرَه
يُبَكّرَينْ سَحَره
هَذه بِراسِه الماء بالجَرّه
وَاذِه لِلحَطَبْ تَنْقُل حِجْرَه وَرَا حِجرْه
يَاليتَنَا نِحنَا الرّجَال مِثْل قُرَانَا و العيال
يَشُدّنَا مَشرُع قَوِي للأدويه ورُوس الجبال

لكننا مثل النسور أيما نَرى جِيفَه نَطِير
وَالدنيَا جِيفَه كُلّها إلاّ النّقِيل
لاَ عَرف لِلموتَر وَلا لِلرّانِجِيل
ألاّ صَلِيط تَرتَر عَلَى ظَهر الحَمير
و كُل مَكَان زي ذَه يَمُوت فِيبُه الجَبَان

و مَا فِيش مَعُه غير الزّعِيق كُثْرْ الصّيَاح
و لاّ الهُرُوب وَالشمس طَالع فِي الصباح
ومن بَعِيد يَهِرج و يتوعّد و لا "أحمد شَورَبَانْ"
وراَعي الغَنَمْ أعجَمْ
مُشْ عِندَنَا.. في كل مكان
لَكِنّه زَاجِي بِفِطْرَةالفِّلاح وَالانسَان
يَفِيض مِن قَلْبُه الوفاء و الحب و الايمان
وَانَا سِمِعْتْ قِصّه , واحِد حَكاهَا لِى
مَرّه يُخَافِسنَا دّلاَ و مَرّه بصوت عالى
ولَوّ غَيرُه جَلِس جَنْبِى يُهَادِرنْا
ما كُنت فهِمت مِنّه وَلاَ معنى
أصل الهَدَارْ طَبعُه يَسري كَمَا الحُمّى
عِند الذى قَلْبُه يَرَى مَالُوش قُليب أعمى

قال صاحبى و الشمس من خلفى و من خَلفُه كَمَان
كُنّا هُروُبْ من جَور جَبَان
من جَور –مَو جَور الامام-
هذا جديد واَذَاك قِدِيمْ
هذا حَنَش أسود و تِمساح يببلعوا كُل النيان
واَذَاك عقارب سُود جيعانه دَوَام:
"ذكَّرتني هذه العُروض
بِقِصّه يَكتُبْها الزّمان
كان يا ما كان

[i][center]

من طرف **غيمة حنين** السبت يناير 14, 2012 5:31 am

نشوان والراعية
-1-
كان يا ما كان
كان في ولد ساكن
بقرية وسط وديان
خضرا كما الجنة
العين لو ريته
تحلم وتتمنّى
تعيش به أزمان
كان الولد حاذِق
وجهُه بشُوش فَرحان
النّاس سَمُّونه
من يوم ولِد (نشوان)

من طرف **غيمة حنين** السبت يناير 14, 2012 5:32 am

كَانت تُحبُّه جِدّته
تُندي لُه من سُوق الخَميس
الجُبن والتّمر والزبيب
وحين تَرُح لاَ جِربته
تقطِف له محجانُه الجُهِيش
كانت تُحِب وجه الحُبيب
وكان يُحبّه هو كمان
من هل معه غير جدته
أمه مَيَذكُرش صورته
أصله توفّت من زمان
والأب بعيد ضائع هناك
وسط البحور مثل السّمك
يَسبح ولا خَلّى مكان

من طرف **غيمة حنين** السبت يناير 14, 2012 5:33 am

لمّا خَتم عند الفَقي
كُل جزء من القرآن
رِجِع راعي صغير يَرعى
غَنم أهله ، مع الرّعيان
ومرّة كان نشوان يسير
بسائله وفرحان يطير
وَحَسّت أُذنه صوت حزين
صوت راعية
عاشت وحيدة في الجبال
كان يعرفه
والقرية كله تعرفه
صوته مليح وهدرته حُبيِّبه

من طرف **غيمة حنين** السبت يناير 14, 2012 5:39 am

ويوم من أيام الصّراب *
والشمس تتوجع تغيب
دوي مع الليل صوت غريب
كأنه نازم من سحاب
فجّع قُلوب أهل الجبال
حير نساهم والرجال
تجمعوا سكته قيام
وملئوا الدنيا كلام
والغُدرة* كانت بحر غُريق
أسود يُخلّي الناس سوى
واللي ميدريش بالطريق
يمشي غريب
يمرض قليبه وقد يموت
من غير ما يَلقى الدواء
وأكّ كان أهل الجبال
مثل الميت وسط قبور
يتساءلوا وهم فُتور
مُ اللي حَصل .. مُ اللي حصل؟
وبعد نُص الليل تمام
سرى مع الريح والظلام
صوت يستغيث
من قَاعة الوادي القديم
هبّ الرجال من نومهم
بُندق بيد ،
والثانية ماسك شريم*
مشوا بخفة وخوف وحيرة
مشوا مسافة ، إنما كانت عُكيره *
وسط غُدرة ، العين فيها لا ترى
والأذن تَسمع حركشة زُوبه * ومثيرة
والريح كانت من بعيد
تضرب قوية وقاسية
والصوت دوى ثانية

من طرف **غيمة حنين** السبت يناير 14, 2012 5:45 am

وصاح واحد منّهم:
يا جماعة شِفت سراج
ضوء إنطفأ فوق سقف بيت الراعية
قالوا : سَرَق .. سَرَق
واتراكضوا وسط الظلام
يتواحوا بالصوت والكلام
لما أتُوا للباب .. دقُّوا .. وأنفتح
خرج لهم من دالخ الدار صوت شبح
يهدر بصوت زوبه وفُجيع:
(الدّار مسكونة بجن لا تدخلوا)
قال بعضهم :
خَينَ صَحيح
لا تدخلوا .. لا تدخلوا
وبعد شُوية نط فصيح
وقال لهم:
" يا تدخلوا ، يا أي حاجة تعملوا"
جوّب فقي كان بينهم :
هذا العجل من جنسهم
إيتُوا إجلسوا جمعه هِنا
لا تعجلوا
هيّا اذكروا الله وهلّلوا
وأنت يا عجل لأنت شُجاع
إدخل وشوف
وخل بالك عالحُجف وعالّسقوف
إمشي دلا ، إروِع تَخَاف
واللي معه حِرز إبن علوان ما يخاف

من طرف **غيمة حنين** السبت يناير 14, 2012 5:56 am

كان العجل راجل جرئ
شل بُندقه بيده الشمال
وخَنجره بيده اليمين
وأقسم يمين
أنه بمقدروه يهُز حتى الجبال
دخل من الباب ساعته
مشى قليل
وبالدّرِج وسط الغُدار
رأسه دِجِج بشق جدار
وسقطت مَشدّتُه
بدء يخاف وينتَسِف
وقام دعا للراعية
بصوف خفيف ومُرتَجِف
دعا كثير
لكن دُعاءُه راح هدَر
مثل الذي دعا القمر
في ليله سوده يوم سفر
بِخَبت عريض مثل السماء
كان القمر موجود من فوق السحاب
لا العين تره من تحت ولا هو رد جواب
واللي يُحاكي صاحبه من خَلف جدار
كيف يَسمعُه ؟ كيف يَسمعُه ؟؟
إن كان م عِندُوش من يُوصَِلُّه الهُدار
يُلقّطه لُه ويَجمعُه
وأكَّ كان هذا العجل
كل ما دَعى سَنّب قليل
يَدُن برأسه أو يميل
خَينَ جواب الرّاعية
يَصَل لَوسط أذنه سُميع
شطلع سريع
يُسائله ويَتخبّره
مُ اللي حصل مُ اللي حصل ؟

من طرف **غيمة حنين** الأحد يناير 15, 2012 4:31 am

كَان الفَقي ومن معو
جَمعَة دُجى الدّار جالسين
يُهلّلوا وهُم خائفين:
الله رَحيم .. الله مُنجّي الهالكين
من عندُه تَأتي المغفرة
كانوا جُلُوس مُتقاربين في دائرة
سوداء وفي وسطِه وَقِيد
تَلهَب بداخل مَجمَرة
عَرف البَخور منّه يطير
مَلّى الجِبال والأودية
والصّوت عالي كالنّفير:
يارب خلّى الرّاعية

من طرف **غيمة حنين** الإثنين يناير 16, 2012 12:08 am

وبعد وقت ، لا هُو طويل ، ولا قصير
خرج لهم ذاك الذي سمُّوه العَجِل
يَشغب بِصوته وعاده جَارِي بالسّفِل
صاح الفَقي:
"مالك تَنُوق .. إهدِر دلى
وقُل لنا مُ اللي جرى"
قال العَجِل:
وجِسمُه كله يَختَضِل:
"إينين من الجن الكبار
الواحد اصباعُه ذِراع
شَلُوا عَليَّ بُندقِي ، شَلّونه في لَمح البصر
وخَنجَري من يدي ضَاع
وصاح بَتُول:
" والراعية .. شَلّونه ولاّ باقية"
رَدّ العَجِل ، وجِسمه كله يَختَضِل:
" دَعَيت كثير ، لكن ولا رَدّت جواب"
والجن مِلى الدّار واقفين
يتقافزوا من باب لباب"
رَجّع بَتُول شَيبَة وقال:
" الأرض ما فيهاش مُحال
كُل شئ وُلُه في الأصل سَبب
لا تعجبوا ، الوقت مُش وقت العَجَب
والجن بالدنيا كثير
يُؤذُوا اللّي يتعدى لهم
لكن عَملهم ذا خَطير
والراعية بِنت طَيّبة ، وقَلبِه كبير
لا تعتدي لامثالهم
طول عمره ما آذت أحد
حاله وحال نفسه أبد"

من طرف **غيمة حنين** الإثنين يناير 16, 2012 12:21 am

العَجِل : مِن يَدري أنّه مُش أبيه
خَينَ سُفيه
لِعِن وَليَ الأولياء
البَتول : طَيّب ومَو ذَنبِه هَيه؟
أبُوها لَو يِلعن وَلي
هو الوحيد المُبتَلي
الفَقي : قَرأت مَرّة في كتاب.
الابن يُورَث عَن أبُوه كُل الصّفات.
الحسنات إن وُجدَت والسيئات
والحيّة حيّة إنت تَلِد
تَلِد حُيَيّه يا مُجِد
البَتول : نِحنا رَعيّة يا فَقي .. جُهّل
ؤلاَ نَقرأ كتاب
لكِنّنا نَدري بِمو تَأتي السّحاب
وربّنا اللّي في السّماء ،
أعطانا من عنده عُقٌول
عَلى الاقل نَقدِر نُفَكّر
كيف نَقول
ومو تُشا مِنّا السَّبول
والراعية جُزء منّنا
ونحنا دُرِى بِه كُلّنا
العَجِل : الوَقت ضَاع والهَدرة ما بيش فَائدة
مُ اشتَعمَلُوا .. مَو حَلّنا؟
الفقي : مَا عندنَاش إلاّ طَريقَة وَاحِدة
الجميع : اللّه يُخَلّيك دُلّنا
الفقي : الشّيخ يَعرف سِرّهُم
وهُو الوحيد يُسكِي لهُم
العَجِل : قُم يا فَقي وانشُر بِنا
الفقي : هَاتوا مَعاكم كُوز عَسَل
وديك كَبير ، واثنين كِباش
وعنده أوّل ما نَصَل
شِخرج وشربشهُم رُباش

من طرف **غيمة حنين** الإثنين يناير 16, 2012 1:57 am

-2-
الصّبح كان بَادِء يقُوم
فَاتِح لِنُص عَينُه اللّي من فَوق الجِبال
وفي السماء شَيخ النجوم
قَو يَنتسِف .. يُعَروي ..من برد الشمال
غَمَّض عُيونُه .. وغَاب طرَف
مِثل العَلَف
سَنة الظّمأ
أصلُه تِعب باللّيل مِن طُول السَّهر
مُراعي يَطلَع لُه القَمر
نَاسي إنّ أوّل وَعد مَعُه
في النَاصِفَة شِقّ السّماء

من طرف **غيمة حنين** الإثنين يناير 16, 2012 2:10 am

وفي الطّريق كان الجَماعة سَارِحين
للشّيخ وكُل وَاحد وَرا الثّاني
كانوا مُشَى مِثل التّعَابى الحَاملين
خَشَب ثَقيل دَاخِل عُبَر سَاني
وبَينُهُم مُنَعّسين
بِاللّيل مَنَامُوش نَوم هُنئ
قُدّامُهم كان الفَقي
يَخطِي ولا حَاسس بِشئ

والغُدرة ماتَت والنّهار
أقبَل بِشمسُه المُشرِقة
خَلّى البَنَوّت بالجِرار
يتسابقَين مُسابقة

من طرف **غيمة حنين** الإثنين يناير 16, 2012 2:30 am

واليوم من أيّام الصِّرَاب
الكُل عَجِل .. يَجرُوا وُهُم يَتمهجَلوا
الكُل يُغَنّوا ويعمَلوا
هَاذُون يُمَلُّوا كُل أَجَب
وأذُون على الرّاس يَنقُلُوا
قال الفقي : شُلّوا مَعِي
لَمّا نَصَل عِند قُبّتُه
ولمّا يَسمَع صوتنا
شِظهُر لنا من طاقتُه
شَلُّوا مَعُه كَرّه
وعادوا الدُّعاء مَرَة :
" يا شيخنا يا شيخنا
الجِن شَلّوا الراعية
الله يُخلَّك نجِّنا
من نقمة البلاوية
لما سمع شيخ الشيوخ
حَنتَر لهُم من دَكّتُه
من عَجَلُه فيسع خرج
ما عاد لِبِس مَشَدّتُه
رَأُنُه خارج فِرِحوا
أتُوا لَعِندُه وحَبّبوه
أشار عليهم يَذبحوا
من الكِباش واحد سَمين
فوق دُقم وبَعدَ يَسحبوه
من سِب يَشُم الجِن قِيام
دمُّه ويَاتوا يشربوه

من طرف **Admin** الإثنين يناير 16, 2012 8:47 am

شكرا جهاد
شكرا غيمة

من طرف **غيمة حنين** الأربعاء يناير 18, 2012 3:31 am

الشكر موصول لك أخي
للقصيدة بقية سيتم إضافتها على أجزاء

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 12:33 am

قَاد الجَماعة كَبشَهم
للدُّقم بِهيجة يَذبَحُوه
الشّيخ جَرى قُدّامُهُم
يَهبَع سَوَنُّه يَضرِبوه
الشمس فوقه حامية
وبِيدُه مَاسك جَنبِيَه
يَطعَن ويَدعي الأولياء
وَالجِن ، يُرِدُّوا الراعية

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 12:34 am

غَاب عَالجماعة سَاعتين
قَبل الغَداء فيسَع ظَهَر
دَخَل مُبرطم مَا هَدَر
بَعد ما شبع قام قَلّهم:
الله ستر .. الله ستر
قَالوا له : يا شيخ مُ الخبر؟
قال : الجواب بعد جُمعتين :
"الجن شَلّوا الراعية
الجِن شَلُّوها أسير
وأَشتَرَطوا حَضرة كبير
تَكن بِداية للكلام
والمسألة فيها غَرام
وفيها سر شأنُه خَطير

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 12:37 am

شَاع الخبر بكل مَكان
وفَسّرُونّه ناس كثير
الشّيبة والشّاب والزّغير
اللّي يقول : تِزوجِيه
لأنّه مُنكَر مِن نَكير
واللّي يَقُل : مِن سِب أبيه
غَائب وُعِندُه دين كثير
وناس كثير قالوا: الطّمع
والخوف من قَلبِه الرّحيم
لأنّه لو عاشت زَمن
شِيموت كُل شيطان رَجيم

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 12:43 am

لكن وُبعد ثنتين جُمَع
بَعد الموالد والنّحيب
جَاهُم جَواب ثَاني وغريب
الشّيخ سَرَح كُلّ الهِيَج
يُصالح الجن باللّتي
لكن مَلِكهُم حِين خَرج
هَنجَم عَلى الشّيخ هَنجَمة
رمَى لُه زَنَّة ومَقرَمة
بَاقيِت كساء الراعية
وقَلُّه بِلهجة قَاسِيَة:
البِنت بَدَل بُنَيَّتي.

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 12:52 am

وَرَاهم الشيخ زَنّته والمقرمة
وقال لهم : " الراعية قَي منّهم
مش مننا
ومُستحِيلَة عيِشَته فَوق أرضنا"
صَاح الفَقي مِن وسطُهُم :
"يا شيخ يا حامي الحِمى
عِلمَك غُريق هَات زِيدَنا.
الشيخ: أينَك مِن أوّل يا فَقِي
إيت لاَ هُنا – إيت لاَ هُنا
الجن شكُو بَك عِندنا
إنّك تَعدّيت أرضهم
شَجّعت عَليهم إنسنا
الفقي: يا شيخنا هذا العَجِل
رَبشنا واخرَب بيتنا
الليلة ذِيك وسطَ الغَدار
نصحتُه مَا فادش نُصحنا.

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:05 am

كُل السّمُور كانوا .. يَصّنّتُوا سَكته
البعض مَقهُورين .. مُرتَبِشين رَبشة
والشيخ يُخافِس الفقي بِصوت دَلَى مُخافَسَة
خَلّى عُيُونُه بَحرَرَين
وبُجَمُه يَنتَفِخين مثل البُطينَة الوَاقِشَه.
زَاد السّمور حِيرة وعَجَب
قَام العَجِل فيهم خَطَب
سَنَّب بِوجه مَليان غَضَب
للشيخ وَجّه خُطبَتُه
طَالَب يُبَيّن لُه السّبب:
العَجِل : " اليوم شَلّوا الراعية
وبُكرة بُنَيّة ثَانِيَة
ونحنا سُكُوت مِثل المِيَت
مَو عِمِلَت ؟ .. مَو عِمِلَت؟
أنت شيخنا
وانت المُحامي عنّنا
لازِم نُحارِبهُم ونُرجِع بِنتَنا
لَكِن بِرَبّك قُل لَنَا ؟
أنَا رَبيعَك قُل لّنا ؟
ليش خِطِفُونِّه وغَيّبِيه ؟
عَلى الأقَل يُبَدّليه
وشنُعطِهُم أموالَنا
بَعد اشنُدَاوِيه كُلّنا
حَياتنا مَو قيمتِه ؟
حياتنا مِش غاليه
إلاّ بِهذه الراعية"

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:25 am

الشيخ غضب ، من غَضبَتُه
وجهُه استَوى شِحطَار وَقِيد
يَنتِف بِيَد شَعر لحيَتُه
والثّانية تَهتَز وتَتوَعّد وَعيد
قَال: قَيّدوه هذا بِراسُه جِنّيَة
كُل الكَلام اللّي أخَرَجُه
أفكَارُه من عِندِه هِيَه
قام الفَقِي وخَمسة معُه
يُقيّدوا رِجل العَجِل
ورَبّطُنُّه بالحِبَال
لَشِق جِدار داخِل سَفِل
بَعد ما صَحَا مِن دَوخَتُه
بَكى وصاح من غير ما حد يَسمعُه
إلاّ حمار يأكُل عَجُور
جَنبُه يَنُوق ويفجعُه

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:28 am

3-
اللّيل غُدرَا دَائِمَه
حَتّى السّمَا ما بيش نُجوم
مِنَ السّحاب القَادِمَة
من حَيد مُعَبّأ بالسُّموم
يُعطِي النّفُوس المُجرِمَة
قُوّة وما تَقدرش تَدُوم
والعُمر واحد والحياة
والّلي يَمُوت ما عَد يَحي
ويوم يَرُح مَا عَاد يِجِي
وُكُلّ واحد لُه حَيَاة
يعيش بِه وُيَنتَهِي
والّلي يُغَالِط بِالصّلاة
تُفضَح أمُورُه كُلّها
الناس تُسَاءل نَفسَها
عن كُل عَمَل كان يَعمَلُه
وكُل دار صار ينزُلُه
وَوقتَها تُدرِك نفَاقُه ولَعبُه
وكُل مُصيبَة نزَلَت سَبَائبُه
ولَمّا تَفهَم كُل شئ تُعَاقِبُه
بَعدا تُطَلّق جهلها

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:34 am

الشيخ والسّمار يَتهادَروا هَدرَه
والوقت عِشا وغُدرَه
والقات يُنديهم فِكره .. ورَا فِكره
والّلي يَقولُه الشيخ
كُله صحيح كُلّه
ومِن يَقول لُه .. لاَ
جنّي خَبيث شَلُّه
الشيخ ما يَغلَط
حَتّى وَلاَ مَرّه
أُكّ يقول الناس
والناس تقُول كَرّه
" الشيخ ما يغلط حتى ولا مرّه"

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:38 am

من دكّة الديوان
في قمّة السّمرة
هزّ الفقي رأسُه
وطيَّر السّكرَه
بعد ما غَمز لُه الشيخ
يُكمّل الهدره
قال الفقي ورَجّع
" الجن شلّوها
والّلي يُشِه تَرجَع
الدّيّه تَفديها
وقصّتِه تفجَع
أخاف لاَحكيها .."
حَزَر لَعِند الشيخ
إذن لُه يَرويها

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:39 am

الفقي: " كانت تُرَوِّح لَيلِيَه
وُجَنب دَارِه البَاليَه
تجلس تُراجِم بالحجار
من عادته طُول النهار
وليله كان الجن مُشَا
إلى وَليمة بِه عَشَا
قُدامهُم تمشي دَلَى
حَريوَه بِت مَلِك كبير
مَيّتَّها بالسائلَة
رَجمَة أَجَت بِشِق خطير
بِتُول : طَيّب وكَم نَدفَع؟
الفَقِي : بَين خَمس وبَين أربع.
عَدُّوا الفلوس عَدّه.
ومُدّه بعد مُدّه
راعُوا .. وكَم راعُوا
من يأسهم ضاعوا

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:40 am

ويوم من الايام وَصَل
غَفلَة إلى القرية رَجُل
ذقنُه طويل ، أحمر من الحنّة
وَخبّر أهلها أنّ البُنَيّة ميّتَه في حَيد
وحَيّة فوق عند الله بالجنّة
قلُّه بَتول : " جِبت الخَبَر من أين
واحنا لنا سنتين
نَجري ونَترَحّم ، في الفرض والسُنّة
جَوّب وكان مُحتار:
" العِلم عِند الله .. الواحد القهّار"

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:44 am

-4-
ذَاك النّهار
والطفل نشوان الصغير
بالسائلة فرحان يطير
صَوت البُنيّة وَقّفُه
صَوت يَعرفُه
صَوت غَاب عَن أُذنُه سِنين
لَمّا سمِع صَوتِه الحزين
فيسَع لَفَت
لكن عيونُه ما رأت إلاّ حِجار
دَعا له بِاسمِه خَمس مِرار
مَا جَوّبت
فَكّر قليل .. هَدَر بَينه وبين نفسه هُدار
خَينَ تسَاكَالُه * الخَبَر
وبعد شُوية . .فَوق جِدار
رَأى حمامة باكِيَه
بيضَا بِلون الكَاذيه
مَسَح عيونُه مرّتين
حَزَر* لعِندِه حزرَتَين
ماهُوش مُصدّق مَو يَرى
روّح قيام يجري ويُخبّر بالقُرى
لكن ولا حد صدّقُه

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:46 am

وراح نهار .. وأجا نهار
والطفل (نشوان) الصغير
مُحتار يُفكّر بالحمامة .. والمصير
ومرّة كان ماشي وحيد
وحسّت اذنُه من جديد
صَوت البُنَيّه الراعية
يدعي لُه .. لكن من بعيد
وقَف قليل يَصّنّتِه
لَفَت دَلاً.. دَلاَ دَلاَ
شَاف الحمامة وراح جرى
لعِندِه يَسمع قِصّته
الدّمع من عينِه يسيل.
والصوت ذُبِيل
أشحَب وُقَو بادئ يموت
مثل مُنازِع فوق فِراش
والموت في أرض السّكُوت
رخيص كثير .. وبِالبِلاَش

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:48 am

قالت : ودَمعَه من عُيونِه نَازِلَه
" يا أَهيِلي يَالّذي بِالسائِلَه
ساحر خبيث أونَا
بِحَيد من هَذي الحِيُود
قَيّد حياتي ، وَقّفِه
بِقيد من أقسى القيود
ساحر وله أعوان
يستعبدوا الانسان
ويسرقوا منه
كل ما معه بالأرض
حَتى ذَرِي نيسان
وأنت يا نشوان
بِقُوّتك تَقدِر تُكسِّر قيدهم
تقدر تُرَجّع لي الحياة
تَشُلّه بالغصب منّهم
تقدر تعيده من جديد
بالحب والاخلاص والايمان
اللّي بَقَى في صُلبنَا
واللّي عَجَز كُلّ السّرَق ..
يُموِّتُوه من قبلنا

من طرف **غيمة حنين** الخميس يناير 19, 2012 1:50 am

بعد مَا سَمع نشوان كُل هذا الخبر
حَزَر بعينُه للحمامة .. وما قدر
يُخبّره حَتّى خَبر
لِققُه * إعتَكَم ما عاد هَدَر
كانَين عُيونُه وَحدهِن يَتكَلّمين
وصابِعُه مُتحَيّرات يُشَاوِرين
كيف العمل ؟ كيف العمل
مَشَى يُفكّر بالطّريق
بكل كلام الراعية
والنّوب * كان يجنِي الرّحيق
من الزّهور الباقية
والشّمس من فوق السّحاب
تَدُور سَوَنّه* ما وِرَة
مثلُه تمام عَقلُه يَدُور
في وسط رَاسُه ما يُرى
مِن التّعب .. جَلَس شُويّه بالظّلال
غَفَى قليل ..
وحِين صَحَى من غَفوتُه
سِمِع صَدى بين الجبال
هزّ الشّجر من قُوّتُه
عاد الصدى مرّة وقال:
" الأرض مافيهاش مُحال
الأرض مافيهاش مُحال"

من طرف يونس العريقي الجمعة يناير 20, 2012 1:14 pm

هههههههههههههه Laughing

شعر مليح من اي زوه تخرجوه

من طرف **غيمة حنين** السبت يناير 21, 2012 4:20 am

ما أروع طلتك يا يونس
يحفظك ربي ويسعدك
أخرجه من الكتاب مو من زوة
كن بخير

من طرف **غيمة حنين** الجمعة يناير 27, 2012 2:39 am

نشوان وَقف .. نفّض ثيابه البَالية
من التراب وراح يُفكّر ثانية
كيف يُنقِذ آذه الراعية
اليوم طال كِنُّه سَنَة
من سَنَة الجوع والظمأ
والفِكر مُحتار والضّنا
يَأكل قُلَيبُه مِثلما تَأكُل النّار الخشب
والوجه ضَامر والغَضب
داخل عُيونُه كاللّهب
وُهُو يَهيم وِسط الجبال
يُدوّر الصّوت اللّي قَال:
(الأرض مافيهاش مُحال)

من طرف **غيمة حنين** الجمعة يناير 27, 2012 2:43 am

وفَوق بِير .. شِرِب لُه مَاء
رَوّى العَطَش
قبل ما يسير .. سِمَع دُعاء
من صوت أَجَش
صوت : (نشوان . يا نشوان .. يافتى
لكل واحد ما نوى
إِبلُغ مُرادَك بالسّفَر
وآجني الثّمر
من شجرة ماليش مَثيل
بوادي مدفُون بَالنّخيل
الأرض بعيدة والحياة
فيها صعيب وقاسية
والشجرة الخضراء هِناك
جِذرِة كبير وعالٍيه
وتَحتها شُبّان كثير
من الأٌروض القَاصية

أَنوى السّفر
وقَام يُخبِّر جِدّتُه
إنّه عَزَم عَلَى الرّحيل
لِوادي مَدفُون بِالنخيل
بأرض اسمِه (السلسبيل)
بَكَت كثير ، مِن الخَبَر
وما رَخَت عَزيمتُه
زَاد قَص لِه بِقِصّتُه
وَمَو سِمِع طُول النّهار
في جلسَتُه ، ومشيَتُه
والفحل .. فَحل
يُعرَف قِيَام مِن هَدرتُه
من حركاتُه وبَسمَتُه
حتّى طَريقَة خَطوتُه
تُبان وتَعُرَف للعِيُون
أيما تَكُون
حتّى وسط شعر الدقُون
رَقَد فَرِح ، وجِدّتُه
كَانت تُصلّح لُه ذَمُور
ولمّا صَاح ديك السّحُور
صَحَى مِن النّوم سَاعتُه
أكَل عَلَى ضَوء السّرَاج
ثَلاث لُقَم من اكلَتُه
وجِدّتُه بِيده السّرَاج
وعَينِه تَرسُم سُحنَتِه

-5-
رَحَل غَبَش سَكتَه وسَار
وجِدّتُه تُوَدّعُه
مَشَت دَلى ، دَلى مَعَه
لمّا طِلِع ضَوء الّنهَار
مِن بَعيد كَانَت تَرُه
يَصغُر ويَصغُر بالطّريق
كَان فُؤادِه يَبصَرُه
في كُلّ دَقّه كَالبَريق
لمّا غَطَف خَلفَ الجِبَال .. مَدّت إِدِه
تَدعي لكُل الغَائبين
والدمع يُبلل ساعِدِه:
(الله مَعَاكُم يا سُرُوح أَرض المَجُوس
الله معاكم يا رِجال
يَا جَهِيش ضَيّعُه صوت الفُلُوس
مَعَاكُم الله يَا جُلُوس
بِوادي نُص أَهلهُ يُبُوس
تِضَلّلُوا تَحتَ الشّجَر
واجنُوا لُكُم من الثّمَر
إجنُوا كَثير
لكن أ/انة ترجَعوا
وكُل راس فيبُه قَمر
الليل مَكانُه عِندنا غُدرَه وطويل
أمّا النّهار فيسَع يغيب
يَجزع مُطَارَد كَالغَريب
غَاب البُنَي عن جِدّتُه
سَافَر وسَيّب قَريَتُه
للشّيخ والجِن والفَقِي
للسّحر وسَاحِر مُختفي.

ويوم ضِجِر مِن عيشَتُه
وكُل شِي فِي غَربَتُه
سَرَح يُفَكّر بِالحياة
غَرِق بِفِكره وحِيرتُه
بَعد ما تَعِب
شوَق كثير لِقريتُه
مِسِك قَلَم
وَقَام يُكاتِب جِدّته
(يا جِدّتي أَنا بِخَير
أنا بِخيِر وعافية
وما الشّجَن إلاّ عَلَيك
وعَالبُنيّة الرّاعية
والنّاس في هّذه ا لبلاد
كبيرهم مع الصغير
مِثل الجَراد
مِثل الحِناشَة يَقبَصوا كُل العِباد
يا وَيل من يَسكُت لهُم
يُحَلّلُونه صُدرَتُه والكُوفِية
وكُل هَدَرة عِندَهُم نُصِّه خِداع
ونصّه كَذبَه وافيه
وَهَل قَليل من بينُهم ناس طَيبين
فِيسَع يضيعُوا من عِيُون مُتفرّجين
لاَحد يُسائل عنّهُم
وَلاَ أحّ يَدري أينُهُم
لأنّه في سََاحِر كَبير
يَخافُوا مِنّه كُلّهُم
وهل قُرى رَعيّه مِثلنا
السّحر فيها يختلف عن عندنا
السحر هنا مَخلُوط عَجيب
من المكائِن والثّمار الخائسَة
إسمه غريب
وكل يوم له اسم جديد
ساعة مجُوسي لقّطوه
وساعة تُركي حصّلوه
بِجِذر نخلة يابِسه
طيّب أرَى الهَدره كثير
وفي الاخير ، تحيّتي ..تحيّتي
وأمس العِشَا يا جدتي
جِدمنا (حُرّابي) حَقير
لا تزعلي .. لا تزعلي
إدعي لي كُل ما تَنزُلي
للجربه أو وقت الرّقاد
ومنّي لِك مَليون سلام
للراعية ، واهل البِلاد.

وَبعد سنة وصِل جوابه فوق حمار
لجِدّتُه والدّنيا سَاكِه بِالنّهار
عَينِه بَكت من الفرح
بَكَت عَلَى ابنه اللّي سَرَح
ارضَ المجوس
يَشقِي ويُرسل بالفُلوس
وابنه الوحيد
اللي كلامُه شِئ جديد
ماحد قَدَر يَفصِل مَعانِي هَدرتُه
حَتى الفَقي لا أسكى يُخبّر مَو فِهِم
ولا أفتَهَم لُه قِصّتُه
قِرء ثَلاث ، أربَع مِرار
تعريف نشوان الغريب
لما عِجِز قَال: " شي غريب
نشوان ضاع ضَيّع علومُه كُلها
حتى الكتابة غيّره من أصلها .."

دَخَل صَبي كان في عدن
غائب عن القرية زمن
قال الصبي:
" نشوان هذا صاحبي
هَات يا فقي ، هات خَلّنا أقرَ الجواب
الدّهر هذا دهر جديد
حتّى الكِتابة قَي شَباب

قِرء لُهُم واستغربوا
من غَير فَهم إتعَصّبوا
زَاد الفَقي شَرح لُهم ، عِلم النّصارى المُلحدين
وكيف يُزيدوا عَالشباب
كُل الشّباب الطيبين
الجهل قبر يا سامعين
وأذا الفقي جاهل كبير
وعَيّنَة من نوع كثير
لا يَسمحوا لك بالكلام
ولا هُدارهُم عاد يُفيد
أصواتهم مُشحّبة
وعيشُهم مثل الدّبى
بوادي أهله ميتين

راحت سنين واجت سنين
والناس في كل القُرى
وَسط المشاكل غارقين
لا فكّروا بالراعية
ولا تحاكوا ثانية
كيف اختفت من بينهم ؟
ضاعت وضاعوا كلهم.
تِفرّقوا في كل مكان
في الصين وإمريكا
وفي لندن كمان
في نجد وافريكا
وحيثما يلقوا الامان

والراعية المسحور وَحدِه بالضّياح
من خوف سَاحِرها حَبسها واستراح
شاب القٌليب والجرح يزرع لُه جراح
وكل صباح كانت تُغني للرياح
من هل معِه غير الرّياح
ينقُل دموعِه والأنين
فوق السنين
فوق الجبال والميتين
وكم تُغني ، والمغاني كم تطُول
والأسى ، هذا الأسى أي حين يزول؟
صوت : بالحيد أنا بالحيد
وابا أنا بالحيد
الدنيا غُدرة يا أبا
والقلب حُفرة يا أبا
صوت الرياح جَنبي
وحدُه يُواسيني
ماليش سوى ربي
من عرشُه يحميني

"ياويل من خانه زمانه من وراه
وعاش في قبره ميت ، ويتمنى الحياة
عينه ترى غُدره ، غُدرة وراء غُدرة
إن قلت نص الليل كان الشّبه قَاصِر
فالليل ، بعدُه صُبح ،
وأذا بِلا آخر
غُدره ورا غُدره.."

من طرف **غيمة حنين** الأربعاء فبراير 01, 2012 1:01 am

"بالله عليك ياريح يا ريح
لو لقيت خِلّي المليح
تُسائلُه بالله ، وتقل لُه
مو دِوا قلب الجريح
وُبَلّغُه من السلام
من حمامَه جِنسِه غير جِنس الحمام
محبوسَة عُمرِه ما تنام
في حَبس جدرانُه ظلام"

"ياريح شل صوتي إلى خِلّي المليح
رِيقي نِشِف وكم أغني كم أصيح
صَوتي نَشَر لُه غاب
وَاوحِي لساني ذاب
أوحي لساني ذاب .."

" ياريح دُلُّه عالطريق
صبري زَلَج ، والشوق حرقني حريق
ليلى حياتي ، والهموم
عديتهم ، من كثر ما عديت
نسيت نفسي ، ومن يحصي النجوم"

"ياريح دُلّه عالطريق
الله رفيقك والسحاب
إغلط ولو مرة ثواب
ويوم تعود
خلّه خبيرك والرفيق"

من طرف **غيمة حنين** الأربعاء فبراير 01, 2012 1:03 am

وفي المدينة الراقدة وسط الجبال
كان في شباب شدّوا الرحال
من كل مَقَر
مثل النطف قبل المطر
نِشرَ الحجر فوق الشجر
واتجمّعوا جَمعَه
شمعه تُعين شمعه
والليل في صَنعا
يعجِن زبيبُه ويشربُه
يطحن صباحُه ، ويحجُبُه
والساحر الملعون ، يمطه ويسحبه
من سِب يُبَقّي من بَقَى
بالغُدرة عميان للشقاء
لا هم درى ، أين تحل الشمس
وأي حين شرّقه

من طرف **غيمة حنين** الأربعاء فبراير 01, 2012 1:04 am

ويوم والدنيا خريف
شاب منهم عاقل ظريف
جلس معاهم وأتّكا
هدّء قلوبهم والشّكا
قالوا لُه : ياخي مو العمل؟
جوّب لهم بدون عجل:
من أرض فيفي يا جماعه جَا جواب
من عند نشوان واخواتُه وقالوا الصواب
الساحر الملعون سِحر وأسكا يعيش
والشيخ يسرقنا البهائم والجهيش
الناس لازم يفهموا هذا الخبر
لازم نُفَهّمهُم بكل حِيله ، وحذر
والصبر ضروري والعمل،
والوقت مش وقت الكسل

صوت: " يا رعِيّة ارضُكُم
الغِلّة مش للشيخ ، لكم
والراعية ذِه منّكم
سَحَرها مجنون وسطُكم
لا تَسكتُوا عن حقكم لا تسكتوا
أولادكم بكل مكان تِشتّتُوا "
ومثلما عود الذُرة
يكبر ويَجهُش ثم يصرب
مثلُه تعيش ، اي فكره
تَكبر ، ليُنفى السحر ، ويُضرب

من طرف **غيمة حنين** الجمعة ديسمبر 28, 2012 12:23 am

-6-
نشوان رجع من السفر
عاد البلاد ، اللي من أصلابِه ظهر
كانت عيون الناس تَرُه
مثلَ جَهيش آب بعد مطر
عاد للقرى ، وأهل القرى
للسحر والليل الطويل
للراعية المحبوسة بالسحر الذليل
طاف بأرجلُه كل القرى
يَسأل على أخوانُه
سَكتَه بِغُبّ الليل سرَى
لا أهلُه وجيرانُه
درَوا - وما حَد دَرَى-
أين وُجهَتُه؟
إلا الطريق والهِمه باعدائه

من طرف **غيمة حنين** الجمعة ديسمبر 28, 2012 12:31 am

صوت :
" يا نسر وسط الريح بُزّ القمر بِيدك
الشمس لك والريح وآذا الصباح عيدك
بلقيس في المعبد مَدفُونة تَدعِي لك
والرعية تَقهَد كَم لِه تُراعِي لك
يا نسرنا الجبار لُمّ النّسور كَرّه
وإهجُم وَلا تحتار . إهجُم وَلَو مرّة
في ليل اسود وقف
جَنب قلعة الساحر
من حِذقُه فيسَع عرف
مو يجري بالداخل
وشارع في الارض خبر
فرح له كل البشر
الشيبة والجاهل
ساحر عجوز انتحر
من غير رِضى وانتهى
وإبنه لِبس خاتمُه
حكم بأمرُه ونَهَى
أعوَانُه يِتجمّعوا
من كل مكان عنده
يسَمع ويَسمعُوا
كيف يَسحَروا جُندُه

من طرف eskander الجمعة فبراير 22, 2013 1:53 am

غيمة حنين كتب:كَانت تُحبُّه جِدّته
تُندي لُه من سُوق الخَميس
الجُبن والتّمر والزبيب
وحين تَرُح لاَ جِربته
تقطِف له محجانُه الجُهِيش
كانت تُحِب وجه الحُبيب
وكان يُحبّه هو كمان
من هل معه غير جدته
أمه مَيَذكُرش صورته
أصله توفّت من زمان
والأب بعيد ضائع هناك
وسط البحور مثل السّمك
يَسبح ولا خَلّى مكان

من طرف **غيمة حنين** الأربعاء يوليو 03, 2013 2:57 am

القصيدة متعوب عليها اخي إسكندر
فقد تمت طباعة الحروف بالتشكيل
ربما ليست الصلاحية متوفرة للجميع لنسخها

شكرا لمرورك

من طرف جمال العقلاني الخميس أغسطس 14, 2014 10:43 pm

قمه في الروعه