كلمة وعشر سوى

الحلقة الأولى

كل يوم يأتي أعضاء ويذهب أعضاء
وهذي سنة الحياة
أن يتم التغيير
تغيير في المكان
تغيير السيارة
تغيير المسكن والملبس
والأصدقاء
هي فقط لنحسن بأننا انتقلنا من مكان لآخر حتى لا نشعر بالملل مع مرور الوقت
لكن
في المقابل يتوجب علينا أن نتذكر تلك الأيام الرائعة التي قضيناها في ذاك المكان
يتوجب علينا أن نعصر ذاكرتنا قليلاً حتى نستشعر تلك الارواح الجميلة التي كانت معنا هنا وهناك
يتوجب علينا قليل من الوفاء لأولئك الأصدقاء والأحبة أن نمر أن نلقي عليهم التحية بين الفينة والأخرى

أتذكر في ايام الطفولة اننا انتقلنا للسكن في احدى الحارات ولو كان الأمر بيدي وخُيرت بين السكن من عدمه وقتها لرفضت رفضاً قاطعاً
ومع مرور الوقت والزمن تكونت لدي صداقات وحكايا رائعة بين أولئك الناس الذين عشت معهم وقضيت معهم أياماً لا يمكن وصفها بأقل من رائعة
ومع مرور الوقت وحين أزف الوقت للرحيل عن تلك الديار للإنتقال الى سكن آخر أحسست بنوع من الفراق الذي لازمني لوقت طويل
الأمر الذي جعلني أزور أصدقائي بين الفينة والأخرى لأتذكر معهم تلك الأيام الرطاب وتلك الأحداث الرائعة التي حفرتها الأيام في الذاكرة

هي ذي حياتنا
وهي ذي طريقنا التي جُلبنا عليها منذ أن خلق الله الخليقة

هي رسالة مني لكم جميعاً أتمنى أنها وصلت
ولنا لقاء في حلقة أخرى إن شاء الله

الحلقة الثانية من العمود الأسبوعي "كلمة وعشر سوى"

يفرط الكثيرون من الأصدقاء في تناول بعض المواضيع التي تتناول بعض الجوانب العامة والتي في نفس الوقت تثير الحساسيات بين الأصدقاء

فذاك يفرط في الجانب السياسي وآخر يفرط في الجانب العقائدي وثالث يفرط في الجانب الترفيهي
وكل له الحق في الكلام والحديث وكل له الحق في تناول ما يريد لكن بحدود المعقول
فليس من المنطقي أن يظل الزن فوق الرؤوس حول موضوع واحد فحياتنا متنوعة الجوانب ،، فيها المرح وفيها الجد وفيها الهزل وفيها المعلومة والثقافة
لذا كان لزاما على الجميع أن يتناول المواضيع بنوع من التوازن
فلا تؤدي هذه المواضيع وكثرتها الى شحناء وبغضاء
فكرتك اطرحها واترك للآخرين أن يطرحوا فكرتهم أو ناقشهم بعقل وتوازن معقول

ما دفعني الى كتابة هذه السطور بعض الأمور التي اراها في الحياة العامة سواء الفيسبوك أو الحياة الطبيعية خارج الفيسبوك
تجدهم يتناولون موضوع سياسي مثلا بجوانب عديدة وكلها تصب في نفس المجرى
نحو اما التكفير أو التهميش او الاحتقار او غيره

أذكر في احدى المرات كنا في رحلة ترفيهية شبابية وكنا مجموعة من أطياف سياسية مختلفة
وبدأت الرحلة في جو مرح وممتع تخللتها بعض الفقرات الترفيهية في الباص ،،مسابقات حوارات مساجلات تحدي والكثير الكثير
،، وبعد وصولنا الى محطتنا الأخيرة في الباص ،،
بمجرد وصولنا الى نقطة النهاية بدات تتوالى الأفكار
فذاك يقول لقد اكتفينا من قيادتكم للرحلة وتوجيهنا نحو مكان واحد
وآخر يقول لقد استمتعتم معنا خلال الطريق فلماذا لا تدعونا نكمل برامجنا الذي أعددناه


وكلاهما على حق
لكن في الأخير من الذي جعل كلمته هي التي تمضي على الجميع
أكيد ستعرفون

لا أحد .. أكملنا طريقنا ورحلتنا في جو منقسم الى طرفين
وكانت الرحلة ذات بداية رائعة ونهاية كئيبة ومضجرة

هو ذا طريقنا الذي نمشي عليه من زمان فلماذا لا نغيره بايدينا

وفي الأخير هي رسالة مني اليكم أتمنى أن تكونوا فهمتم المغزى منها

والى حلقة قادمة في الأسبوع القادم ان شاء الله

الحلقة الثالثة من العمود الاسبوعي "كلمة وعشر سوى"

الثقة مفتاح القلوب ... هي ما يستطيع الآخرون الوصول بها الى قلوبنا ،، وكلما تعزز مستوى الثقة ازداد رابط المحبة بيننا وبينهم
نفتح قلوبنا لهم ويفتحون لنا قلوبهم وتزداد عرى الترابط بيننا وبينهم
وبعد فترة من الزمن قد تبدأ بعض الشوائب تتخلخل بين هذه الروابط ولكن،، هل ستستطيع تلك الشوائب أن تكدر صفاء القلوب وأن تكسر جدار الثقة الذي تعزز مع الزمن والأحداث ؟؟
هذا السؤال كثيرا ما يراودنا مع أقرب الناس لنا أولئك الذين منحناهم ثقتنا
برأيي الخاص أن مستوى الثقة الذي ازداد مع الوقت يجعلنا نمتلك شجاعة كافية لأن نواجههم بتلك الأحداث ونطلب منهم التفسير الحقيقي لها ،، لا أن نجعل تلك الشوائب تزداد وتكبر مع الوقت وكثرة التفسيرات
ان نقل هذه الأحداث الى خارج أطراف المشكلة يجعلها إما تكبر أو تحتمل تبريرات وتفسيرات خارجة عن اطار المشكلة

أذكرفي مرة من المرات أن موقفا حدث مع أحد أصدقائي في أحدى الأيام مع أعز أصدقائه وكان لصديقي هذا اسلوبا مميزا في التعامل مع كل المشاكل التي يمر بها إلى أن وصل الأمر الى صديقه الذي صارت بينهم الحياة أقرب الى الأخوة الحقيقية
فجأة تحول الموقف الى جانب معاكس وصار صديقي يحاول أن يفسر الأمور على ماليست عليه ويستشير ويسأل عن الموقف الذي أحدثه صديقه فيه أمام الآخرين فكبرت المشكلة ووصلت الى طريق مسدود
وبعد فترة ليست بالوجيزة اكتشف صديقي ان صديقه كان يقصد في ذلك الموقف مصلحته ،، حينها بدأ تأنيب الضمير والخيبة على موقفه

ترى لو كان صارحه وسأله بوقتها هل سيصير الأمر الى ماهو عليه

على العموم هي كلمة ولن أزيد
إذا وضعت شخصاً ما في موقع الثقة فعليك أن تستمر فيه إلى أن يثبت لك صديقك العكس بلسانه صراحة

وفي الأخير هي رسالة مني اليكم أتمنى أن تكونوا فهمتم المغزى منها
وإلى لقاء قريب في الأسبوع القادم مع حلقة جديدة ان شاء الله

الحلقة الرابعة من العمود الأسبوعي "كلمة وعشر سوى"

في غمرة احتفالات الشعب المصري بيوم الحرية من الانغلاق العسكري الذي طال الشعب المصري لقرون لوحظ الهجوم الكاسح من قبل المناهضين للفكر الاخواني تحت ذريعة التكفير ،، ولكن غالبية المناهضين لم ينتبه لفكرة تحول الحكم العسكري الى حكم مدني منذ عشرات السنين
الدكتور مرسي حاصل على دكتوراة في الهندسة وحافظ للقرآن وعلاوة على ذلك هو أحد أفراد الشعب الذي ذاق مرارة السجن السياسي بسبب توجهه
لماذا لا نعطيه الفرصة ونظل نترقب لبرهة من الزمن لنرى كيف سيستطيع أن يقود دفة الحكم في مصر
مع العلم أن الدستور المصري الذي سيجري عليه التعديل خلال هذه الفترة سيجيزه رئيسا لمدة لاتزيد عن أربع سنوات

كمعارضة سابقة أو كنظام سابق لكم الحق بعد تلك الفترة في التقدم للترشيح لرئيس الجمهورية طالما وأن لديكم برنامج واضح قادرين أن تصنعوا فيه النهضة الحقيقية لمصر

خروجا عن النص السابق لننتقل الى الوطن الغالي
لازال الحكم في اليمن هو حكم عسكري منذ قيام الثورة في اليمن الشمالي سابقا ومنذ قيام الوحدة في اليمن الموحد
ترى هل سيأتي يوم نرى فيه حاكما مدنيا يحكم اليمن بعيدا عن التسلط العسكري والحكم بالقوة ؟؟

ميزات الحكم المدني تختلف عنها للعسكري
فالأولى لا يستطيع رئيس الجمهورية وهو أعلى سلطة في البلاد أن يتحكم في سياسة الدولة بالقوة لكن يتحكم بها بما يمتلك من حنكة سياسية وقوة اقناع ،، بما يمتلك من بعد بصيرة ورغبة حقيقية في النهضة بالبلد الى مصاف الدول المتقدمة
وما ماليزيا منا ببعيد فذلك مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا كان طبيبا عاديا لكنه استطاع بفكره المستنير وخبرته التي اكتسبها على مدى فترة طويلة من العيش في سنغافورة وبعض الدول الأوربية أن ينشئ لنفسه خلفية حقيقية عما تحتاجه ماليزيا لتصبح دولة متقدمة ،، فقد تقدم كفرد عادي للترشيح في مجلس النواب الماليزي وبدأ بنشر فكره بين أوساط ممثلي الشعب لينتقل هذا الفكر الى القادة المؤثرين في قرار الدولة ومن ثم ليقف معه الجميع من أجل انشاء دولة قوية تناطح دول العالم المتقدمة من حيث الاقتصاد والتقدم والبناء
قرأت في إحدى المرات ان أحد القرارات الهامة التي اتخذها مهاتير محمد لأجل إنشاء الدولة المتقدمة في ماليزيا هو زرع عشرة ملايين شجرة من النخيل (Palm ) في جميع أرجاء ماليزيا لتبدأ تتكئ عليها البلد في اقتصادها
والآن نرى بعد هذه السنون أن ماليزيا عبارة عن غابة كبيرة من النخيل وهناك الأبحاث والاكتشافات التي يتم استخراجها من هذه الشجرة العظيمة فكل يوم تقريبا أطلع على أحد تلك الأبحاث والانجازات التي يقوم بها الماليزيون من هذه الشجرة البسيطة
ربما ساعدتهم طبيعة البلد الاستوائية والامطار شبه الدائمة في هذه النهضة
لكن يجب ان لا ننسى أن دولة مثل اليمن تمتلك كثير من مقومات الدولة لتبني اقتصادها الحقيقي
فهناك البترول والغاز الطبيعي والبن وأشجار الفاكهة التي يتفاخر بها اليمنيين في العالم كالموز والعنب والرمان وغيرها
وفوق هذا كله لدينا من الأيادي العاملة والكفاءات ما يكفي ويفيض لنبني دولتنا
فقط في حالة واحدة هي
وجود فكر واضح مستنير لشخص أو لمجموعة لبناء هذه الدولة
ووجود رغبة حقيقية من الجميع ليقول للمخطئ أنت مخطئ والمصيب أنت مصيب
والأهم من هذا كله الرغبة في إنشاء دولة حقيقية لدى كافة أطياف الشعب بعيدا عن المماحكات السياسية وافتعال الفوضى

ربما يكون عمود اليوم شبه سياسي لكنه في وجهة نظري عمود انشاء الدولة الحقيقية

خلاصة القول
الوطن هو مسئولية الجميع وليس مسئولية الحكومة فقط
فعلى كل فرد أن يتحمل المسئولية التي يمكن أن يقوم بها في هذا الوطن

وفي الأخير هي رسالة مني اليكم أتمنى أن تكونوا فهمتم المغزى منها

والى حلقة قادمة في الأسبوع القادم ان شاء الله